علم النفس
علم النفس في مستشفى بيروني: رعاية نفسية شاملة لجميع الفئات
مستشفى بيروني يقدم خدمات نفسية شاملة ومتخصصة في مختلف مجالات علم النفس، مدعومة بأحدث التقنيات العلاجية وفريق أكاديمي من الأخصائيين النفسيين ذوي الخبرة لضمان تقديم رعاية متكاملة تلبي احتياجات المرضى النفسية والعاطفية.

ما هو علم النفس؟
علم النفس هو العلم الذي يدرس السلوك الإنساني والعمليات الذهنية بهدف فهم المشاعر، الأفكار، التصرّفات، وديناميكيات الشخصية. في السياق الطبي، يُستخدم علم النفس لتشخيص وعلاج اضطرابات القلق، الاكتئاب، اضطرابات النوم، الصدمات النفسية، والمشكلات السلوكية والاجتماعية.
يشمل علم النفس السريري الجوانب التالية:
- التقييم النفسي الدقيق باستخدام المقابلات واختبارات معتمدة.
- تشخيص الاضطرابات النفسية بناءً على الدلائل السريرية.
- تقديم العلاج النفسي الفردي أو الجماعي.
- دعم نفسي للأطفال، المراهقين، والكبار.
- الإرشاد الزواجي والعائلي.
- المرافقة النفسية للحالات الطبية المزمنة.
كيف يعمل العلاج النفسي؟
يُعد العلاج النفسي أحد الركائز الأساسية في دعم الصحة النفسية والعاطفية، ويعتمد على العلاقة التفاعلية بين المريض والأخصائي النفسي. يهدف إلى تمكين الفرد من فهم ذاته، وتجاوز الصعوبات النفسية، وتعلّم مهارات التكيّف الفعّال مع التحديات اليومية.
تُصمَّم خطة العلاج بشكل فردي، وفقًا لاحتياجات كل مريض، وتُنفّذ على مراحل متسلسلة تبدأ بالتقييم وتنتهي بالمتابعة أو إنهاء العلاج عند تحقيق الأهداف المرجوة.
فيما يلي نظرة عامة على المراحل الرئيسية للعملية العلاجية:
التقييم والتحليل:
- مراجعة شاملة لتاريخ المريض الشخصي والعائلي، تشمل الفحوصات النفسية السابقة، والأمراض الجسدية، والتجارب الحياتية المهمة التي قد تؤثر على الحالة النفسية.
- تحديد نوع الأعراض ومدى تأثيرها على الحياة اليومية، مثل تأثير القلق أو الاكتئاب على النوم، العمل، والعلاقات الاجتماعية.
- استخدام أدوات نفسية معيارية مثل استبيانات قياس القلق والاكتئاب، والتي تساعد في تقييم الحالة بشكل موضوعي ومقارنة نتائجها مع معايير علمية.
- تحليل السياق الاجتماعي والمهني والعلاقات المحيطة بالمريض لفهم العوامل المؤثرة مثل الضغوط العائلية أو ضغوط العمل.
بناء العلاقة العلاجية:
- جلسات يتم تأسيسها على الثقة والاحترام المتبادل بين المريض والمعالج، حيث يشعر المريض بالأمان للتعبير عن مشاعره وأفكاره.
- توفير مساحة آمنة تسمح بالتحدث بحرية دون الخوف من النقد أو الحكم، مما يشجع على الصراحة والشفافية في الحوار.
- تحديد أهداف علاجية واضحة ومشتركة بين المريض والمعالج، بحيث تكون قابلة للقياس وموجهة لتحسين جودة الحياة.
التدخل العلاجي:
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يركز على التعرف إلى الأفكار السلبية وتحديها، ومن ثم تعديل السلوكيات التي تتأثر بها لتحسين الحالة النفسية.
- العلاج التحليلي: يعمق في فهم الأسباب النفسية العميقة من خلال استكشاف الماضي والصراعات اللاواعية.
- العلاج الجدلي السلوكي (DBT): يعمل على تطوير مهارات التنظيم العاطفي وتحسين قدرة المريض على التعامل مع التوتر والضغوط.
- العلاج الأسري: يهدف إلى تحسين تواصل الأسرة وديناميكيات العلاقة بينها لدعم المريض نفسيًا.
المتابعة والتقييم:
- مراجعة دورية لمستوى تحسن الأعراض النفسية ومدى استجابة المريض للعلاج.
- تعديل خطة العلاج بحسب التقدم أو التغيرات التي تطرأ على الحالة لضمان تحقيق أفضل النتائج.
- إنهاء العلاج بشكل منظم عند تحقيق الأهداف المرجوة، أو تحويل الحالة إلى أخصائي آخر إذا تطلب الأمر تدخل دوائي أو تخصصي إضافي.
أنواع الاضطرابات النفسية وعلاجها
في قسم علم النفس بمستشفى بيروني، نقدم تدخلات علاجية نفسية معتمدة، بإشراف أخصائيين نفسيين ذوي خبرة، لمعالجة مجموعة من الاضطرابات النفسية دون اللجوء إلى الأدوية، إلا عند الضرورة الطبية القصوى.
اضطراب الوسواس القهري (OCD)
يتسم هذا الاضطراب بأفكار متكررة وغير مرغوب بها (وساوس) تدفع الفرد لتكرار سلوكيات قهرية (مثل الغسل أو التحقق المستمر).
خطة العلاج في بيروني تشمل:
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT) الموجه للوساوس.
- التعرّض ومنع الاستجابة (ERP).
- المتابعة المنتظمة لقياس التحسن السلوكي والانفعالي.
الاضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder)
يُصيب هذا الاضطراب المزاج، حيث يتنقل الشخص بين نوبات من الهوس (فرط النشاط) ونوبات من الاكتئاب الحاد.
العلاج يشمل:
- تقييم دقيق لنوع النوبات ومدتها.
- دعم نفسي فردي لفهم المرض والتكيف معه.
- علاج معرفي سلوكي يساعد المريض على إدارة تقلباته المزاجية.
اضطرابات الأكل (مثل فقدان الشهية العصبي والشراهة)
غالبًا ما تكون هذه الاضطرابات ناتجة عن مشكلات في الصورة الذاتية والضغط الاجتماعي.
خطة مستشفى بيروني تشمل:
- تدخل نفسي لمعالجة صورة الجسد.
- جلسات دعم غذائي مع اختصاصي تغذية.
- علاج فردي وجماعي.
- دعم عائلي لتغيير البيئة المحيطة بالمريض.
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
ينشأ هذا الاضطراب بعد التعرض لحدث صادم (حادث، اعتداء، فقدان...)، ويظهر على شكل كوابيس، قلق مفرط، ونوبات هلع.
العلاج في بيروني يتضمن:
- العلاج السلوكي المعرفي المتخصص بالصدمات (TF-CBT).
- العلاج بالتعرض التدريجي.
- تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق.
- المتابعة الدورية لتجنب الانتكاس.
- اضطراب القلق العام (GAD)
يشعر المصابون بهذا الاضطراب بقلق مستمر وغير مبرر يؤثر على نومهم، تركيزهم، وعلاقاتهم اليومية.
النهج العلاجي يشمل:
- جلسات CBT تركز على تغيير نمط التفكير القلق.
- تقنيات التأمل الواعي وتمارين التنفس.
- برامج دعم ذاتي وإعادة هيكلة نمط الحياة اليومية.
الاكتئاب السريري
يتعدى الاكتئاب الشعور بالحزن، ويشمل فقدان الاهتمام، اضطرابات النوم، الشعور بالذنب وانخفاض الطاقة.
العلاج المقدم:
- جلسات علاج نفسي منتظمة.
- متابعة دقيقة لمؤشرات الخطر (مثل الأفكار الانتحارية).
- خطط فردية للعودة إلى النشاط التدريجي.
اضطرابات الشخصية
تؤثر على نمط تفكير الفرد وسلوكياته وتفاعله مع الآخرين (مثل اضطراب الشخصية الحدية أو النرجسية).
في مستشفى بيروني:
- يبدأ العلاج بتقييم نفسي معمّق.
- يُستخدم العلاج الجدلي السلوكي (DBT) عند اضطرابات الشخصية الحدية.
- يُقدَّم دعم طويل الأمد يركز على تعديل الأنماط السلوكية.
- جلسات توجيهية للأهل إن لزم الأمر.
من هم الأشخاص الذين يُنصح لهم بالعلاج النفسي؟
العلاج النفسي لا يقتصر فقط على من يعانون من اضطرابات نفسية حادة، بل هو وسيلة فعالة لأي شخص يواجه صعوبات عاطفية أو ضغوطًا نفسية تؤثر على جودة حياته. الهدف من العلاج ليس فقط "العلاج"، بل أيضًا الدعم، الوقاية، والتطوير الشخصي. فيما يلي الفئات التي يُنصح لها باللجوء إلى العلاج النفسي:
البالغون:
- حالات الاكتئاب، القلق، اضطرابات المزاج، والإرهاق النفسي المرتبط بالحياة اليومية أو العمل.
- صدمات نفسية لم تُعالج بشكل كافٍ، مثل فقدان شخص عزيز، حوادث، أو تجارب عنف.
- مشكلات العلاقات العاطفية أو الاجتماعية، بما في ذلك الانفصال، الطلاق، الشعور بالوحدة، أو انعدام المعنى.
- البحث عن نمو شخصي، وتحسين المهارات الذاتية، والقدرة على اتخاذ قرارات أفضل.
المراهقون:
- صعوبات التكيّف في البيئة المدرسية أو الاجتماعية، مثل التنمر أو العزلة.
- اضطرابات الهوية أو السلوك، مثل تقلب المزاج، العصبية المفرطة، أو السلوك العدواني.
- ضغوط نفسية ناتجة عن التغيرات الهرمونية، الامتحانات، أو العلاقات العاطفية المبكرة.
- قلق مستقبلي أو أفكار سلبية حول الذات، والتي قد تؤثر على الصحة النفسية على المدى الطويل.
الأطفال:
- فرط النشاط (ADHD)، تشتت الانتباه، أو صعوبة في التركيز والتعلّم.
- مشكلات في النوم (مثل الأرق أو الكوابيس المتكررة) أو اضطرابات في الأكل.
- سلوكيات غير معتادة مثل نوبات الغضب، الانسحاب الاجتماعي، أو رفض الذهاب إلى المدرسة.
- آثار نفسية ناتجة عن الطلاق، وفاة أحد الوالدين، أو التنقلات المتكررة.
الأزواج والعائلات:
- صعوبات مزمنة في التواصل مثل سوء الفهم، التجاهل العاطفي، أو النقد المستمر.
- نزاعات متكررة تؤثر على التوازن الأسري أو العلاقة الزوجية.
- التعامل مع أزمات حادة مثل الطلاق، الهجرة، فقدان أحد أفراد العائلة، أو مرض أحد الأفراد.
- الحاجة إلى تعزيز الترابط الأسري أو التحضير لمراحل انتقالية (مثل إنجاب طفل، المراهقة، التقاعد).
المرضى المصابون بأمراض مزمنة:
- مرضى السرطان، أمراض القلب، السكري، أو أي حالة طبية مزمنة تؤثر على الحالة النفسية.
- مواجهة تحديات نفسية مثل الخوف من الموت، الشعور بالضعف، أو فقدان الاستقلالية.
- التعامل مع الألم المزمن، تغيّرات الجسم الناتجة عن العلاج، أو نظرة المجتمع المختلفة.
ما التحضيرات الضرورية قبل بدء العلاج النفسي؟
قبل الشروع في خطة العلاج النفسي، من المهم اتباع خطوات منهجية تضمن فهماً دقيقاً لحالة المريض وتساعد على تحديد نوع العلاج الأنسب. في مستشفى بيروني، نحرص على توفير بيئة علاجية متكاملة من أول لقاء.
1. التقييم السريري الأولي
الخطوة الأولى تتمثل في مقابلة مبدئية مع الأخصائي النفسي، حيث:
- يُجرى حديث تفصيلي مع المريض لفهم الأعراض، مدة ظهورها، وأثرها على حياته اليومية.
- يتم ملء استبيانات واختبارات نفسية معيارية لتقييم الحالة المزاجية، مستوى القلق، التفكير السلبي، أو غيرها من المؤشرات.
- في بعض الحالات، يتم مراجعة السجلات الطبية السابقة أو التقارير النفسية من مراكز علاجية سابقة لتكوين صورة شاملة.
2. جمع المعلومات العائلية والسياقية
لفهم الحالة النفسية بشكل دقيق، يحتاج الأخصائي إلى دراسة العوامل البيئية التي تحيط بالمريض:
- الخلفية العائلية: هل توجد إصابات سابقة باضطرابات نفسية في العائلة؟
- الظروف الحياتية: مثل الضغوط المهنية، العنف الأسري، الطلاق، فقدان عزيز، أو مشكلات في العلاقات.
- يتم أيضًا دراسة النمط التربوي والبيئة الاجتماعية، حيث يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في نشأة الأعراض.
3. الجاهزية النفسية للعلاج
من العناصر الجوهرية لنجاح العلاج:
- تحضير المريض نفسيًا لاستقبال الجلسات، وفهم أن العلاج هو عملية تدريجية تحتاج إلى التزام وصبر.
- شرح طبيعة العلاج النفسي: هل هو سلوكي معرفي؟ دعم نفسي؟ علاج بالحديث؟
- تحديد الأهداف المشتركة بين المعالج والمريض، مما يعزز الدافعية ويوجه الخطة العلاجية.
4. التحاليل الطبية والفحوصات المصاحبة (عند الحاجة)
بعض الحالات النفسية قد ترتبط بعوامل بيولوجية أو عضوية، لذا قد يُطلب:
- تحاليل هرمونية لتقييم الغدة الدرقية، مستويات السيروتونين أو الكورتيزول.
- فحوصات عصبية أو تصوير بالرنين المغناطيسي إذا وُجدت أعراض مرتبطة بالجهاز العصبي المركزي.
- استشارة طبيب نفسي مختص بالأدوية في حال وجود حاجة لعلاج دوائي مكمل.
5. التهيئة الإدارية والقانونية
لضمان شفافية العلاقة العلاجية:
- يقوم المريض أو ولي أمره (إن كان قاصرًا) بـ توقيع استمارة موافقة خطية على بدء الجلسات.
- يتم شرح معايير الخصوصية وكيفية التعامل مع المعلومات الشخصية.
- يوضَّح للمريض حدود السرية (مثلاً: في حالات تهديد النفس أو الآخرين، قد يُطلب تدخل خارجي).
مرحلة ما بعد العلاج النفسي
العلاج النفسي لا ينتهي بانتهاء الجلسات، بل يشمل مرحلة متابعة دقيقة تهدف إلى ضمان استقرار النتائج وتحقيق التغيرات المستدامة في حياة المريض.
خلال الفترة القصيرة بعد الجلسات:
- رصد التغيرات العاطفية الأولية: قد يشعر المريض بتحسن فوري، أو في بعض الحالات بارتباك مؤقت نتيجة مواجهة مشكلات عميقة.
- دعم انتقالي: تُوفر جلسات دعم أو مكالمات متابعة في الأسابيع الأولى لضمان عدم الانتكاس.
- تعديل خطط الحياة تدريجياً: يُشجع المريض على دمج ما تعلّمه خلال العلاج في حياته اليومية.
خلال الفترة الطويلة:
- تطوير أدوات التكيّف الذاتي: من خلال استخدام تقنيات مثل تدوين المشاعر، إدارة التوتر، أو التعامل مع التفكير السلبي.
- المراجعة الدورية: يُوصى ببعض الجلسات الفصلية أو السنوية لتقييم الاستقرار النفسي ودعم الوقاية من الانتكاس.
- إنهاء منظم للعلاج: يتم تخفيض عدد الجلسات تدريجياً مع تشجيع الاستقلالية النفسية لدى المريض.
ما بعد العلاج: التمكين النفسي
العلاج النفسي لا يزيل الألم تمامًا، لكنه يمنح المريض أدوات واقعية لفهمه، احتوائه، والتعايش معه بوعي وثقة. في مستشفى بيروني، نؤمن أن كل رحلة شفاء تبدأ بالإنصات، وتستمر بالعلم، وتنتهي بإعادة اكتشاف الذات. لا تنتظر أن تتفاقم الأمور. احجز استشارتك النفسية الآن، وابدأ رحلة استعادة التوازن.
Send us your contact information and we will call you as soon as possible.